الجمعة 18 رجب 1441 هـ

الموافق 13 مارس 2020م

 

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيداً، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأزواجه وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً مزيداً.

أمّا بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

معاشر المسلمين: عالم اليوم يمر بأزمات ومحن ومصائب كثيرة، لعل منها أزمة انتشار الأوبئة والأمراض والطواعين الفتاكة التي تفتك بالبشر، ولم تكن على سالف عهدهم، بل وتفتك بالحيوانات العجماوات التي يعتمد عليها الناس في طعامهم وشرابهم، فقد سمعنا بوباء جنون البقر، وحمى الوادي المتصدع، وأنفلونزا الطيور، وأنفلونزا الخنازير والسارس وأيبولا والإيدز والآن وباء كورونا الذي ضرب في الصين أولاً، وبدأ ينتشر في أنحاء من العالم، وقد حار العلماء في معالجته وخلف عدداً كبيراً من الوفيات وخسائر اقتصادية؛ ما جعل العالم يدق أجراس الخطر وتتوالى الجهود لمحاربته ووقف انتشاره، ناهيكم عن الرعب والخوف من نتائجه ومآلاته… ونقف اليوم عباد الله هذه الوقفات لنبين منهج الإسلام في معالجة الأوبئة، فإن الناس مع ضعف عقائدهم وقلة علمهم بالشرع يتخبطون ويتعلقون بالأسباب المادية البحتة وينسَون الأسباب الشرعية التي تحميهم من الوباء والبلاء بإذن الله.

أيها المؤمنون: إن الله تبارك وتعالى قد يبتلي العباد ويمتحنهم؛ ليعلموا فقرهم وحاجتهم إليه، وأنه لا غنى لهم عنه، رغم ما تقدموا فيه من العلم والتقنيات، ورغم ما وصلوا إليه من الطب والعلاجات، ورغم ما عندهم من المال والثروات، فإن ذلك كله يبقى حائلاً دون كشف الكربات وقضاء الحاجات، فلا يكشف الضر إلا الله، ولا يدفع البلاء إلا الله، ولا يشفي من المرض إلا الله القائل: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ، وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ويقول: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) وقد عالج الإسلام موضوع الأوبئة، وذلك قبل وقوع الوباء، وبعد وقوعه وانتشاره؛ فقبل وقوع الوباء لا بد على المسلم أن يعلم أن القضاء قد يكون خيراً، وقد يكون شرًّاً، ومن أركان الإيمان الإيمانُ بالقدر خيره وشره، فالمرض من الله والشفاء من الله، والموت من الله، والحياة من الله، فهذا من الثوابت التي لا ينازع عليه مسلم في اعتقاده، وأن الله تعالى إذا أنزل المرض، فهو الذي أنزل الشفاء منه، علم ذلك من علمه وجهله من جهله؛ يقول صلى الله عليه وسلم: (لكل داءٍ دواءٌ، فإذا أُصِيبَ دواءُ الداء، بَرَأَ بإذن الله عزَّ وجل) ويقول: (مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً) ويقول صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ، إِلَّا السَّامَ وَهُوَ الْمَوْتُ) فعلاج كل الأوبئة والأمراض الفتاكة وغيرها هو عند الله، وقد يعلمه من يشاء من عباده ويخفيه عمن يشاء امتحاناً منه وابتلاءً، حتى يرجع العباد إلى خالقهم ومولاهم ويسألوه ذلك العلاج والشفاء… عباد الله: ومن هدي الإسلام في التعامل مع الوباء عدم الذهاب إلى الأرض التي ينتشر فيها، وعدم الخروج منها؛ يدل على ذلك ما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأرْضٍ، فلاَ تَقْدمُوا عَلَيْهِ، وإذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلا تخْرُجُوا فِرَاراً مِنْهُ) فنهى عليه الصلاة والسلام عن التعرض للمكان الذي ينتشر فيه الوباء والمرض والخروج منه.. ومن هنا أخذ العلماء رحمهم الله الحكمَ فيما ينبغي على الناس في مرض الطاعون وفيروس كارونا وما شابهه من الأوبئة، وهو أن من كان خارج نطاق المرض والوباء، فإنه ممنوع من القدوم على المكان الموبوء؛ ويؤيد ذلك قوله تعالى: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) وقوله تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً) وحتى لا يصابَ بالمرض، فيداخله حينئذٍ التسخط والتحسر والتمني وأنه لو لم يأتِ ما كان له ذلك.. والمشروع لمن كان داخل البلد ونطاق البقعة الموبوءة ألَّا يخرج من مكانه ذلك؛ لما في الخروج من المفاسد العديدة؛ فقد يؤدي إلى اتساع نطاق الوباء فيضر بالمسلمين انتقاله؛ ولهذا قال أهل العلم: إن المرض ليس مختصًّاً بالبقعة ولكنه متعلق بالأشخاص فالخروج لا يغني عن المرء شيئاً بل إنه يفاقم الحالة)، والحكمة في النهي عن الخروج من بلد الوباء هو حمل النفوس على الثقة بالله والتوكل عليه، والصبر على أقضيته والرضا بها.. وهذا الحديث يدل على أن الإسلام سبق إلى ما يسمى بالحجر الصحي؛ فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الاختلاط بأهل المرض المعدي فقال: (وفِرَّ مِنَ المَجْذومِ كَما تَفِرُّ مِنَ الأسَد) وقال: (لا يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ علَى مُصِحٍّ) وقد امتنع الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما أُخبر أن الوباء والطاعون قد وقع بالشام، واستشار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فأشار عليه بعضهم بالمضي قدماً، وأشار عليه البعض الآخر بعدم الدخول حفاظًاً على أنفس من معه من الصحابة، فقرر عدم الدخول، فاعترض عليه أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه بقوله: (يا أمير المؤمنين، أفراراً من قدر الله تعالى؟ فقال له: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة، نعم، نفرُّ من قدر الله تعالى إلى قدر الله)، فقد بيَّن رضي الله عنه أن أخذ الحيطة والحذر من الوباء والمرض من قدر الله  ولا ينافي التوكل عليه.

ومن هنا يعلم أن ما اتخذه قادة البلاد والحكومة الموقرة وفقهم الله، من إجراءات صحية،  كالحجر الصحي، وتخصيص أماكن لعزل القادمين من الخارج، المشتبه بإصابتهم بهذا الداء، ومنع السفر لأماكن الوباء، وتعليق العمرة والزيارة مؤقتاً  هو من هذا الباب والهدي الإسلامي، ويحقق مقاصد الشريعة في حفظ النفوس والأبدان؛ فالواجب التكاتف والتعاون معهم في ذلك..

أما عن كيفية معالجة الوباء والمرض بعد الوقوع فيه، فيكون بعدة أمور أيضاً؛ منها: أن يوقن المصاب أن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن يسلم بقضاء الله وقدره، ويعلم أن القضاء والقدر منه خيرٌ ومنه شر؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: (عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ) فقد يكون إصابته بالمرض رفعة لدرجاته وتكفيراً لسيئاته؛ حتى يلقى الله وما به من الذنوب شيء، وأن إصابته تلك إن أدت إلى وفاته كانت سبباً في استشهاده ولحوقه بالشهداء، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الطَّاعُونُ شَهادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ) وهذا من فضل الله تعالى ورحمته بالمصابين بالأوبئة.

ومن واجب السلطات الصحية مع مابذلته مشكورة ومأجورة، أن تبذل كل ما في وسعها من جهة الحجر الصحي، مع ضرورة إعطاء اللقاحات إن وجدت، والقضاء على مسببات المرض والوباء؛ لأن ذلك من جملة الأسباب التي أمر بها العبد لمدافعة المرض، وكذلك نشر الوعي الصحي المكثف ببيان مسببات المرض، وكيفية تجنبه، وأهم أعراضه لمداواته، وفي الحين نفسه ينبغي أن نقويَ عند الناس جانب التوكل، وتفويض الأمر لله والثقة به جل وعلا، فيقترن الأمران ببعضهما؛ قال الله تعالى: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) فعلى كلٍّ مسلمٍ ومسلمة أن يكون في أحواله كلها معْتصماً بربِّه جلّ وعلا متوكِّلاً عليه معتقداً أنّ الأمور كلّها بيده ، فالأمور كلُّها بيد الله وطوْع تدبيره وتسخيره  فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا عاصم إلَّا الله،  (قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً). وأن يحفظ المسلم اللهَ جلّ وعلا بحفْظِ طاعته امتثالاً للأوامر واجتنابًا للنواهي، كما في قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وصيّته لابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُما : (أحْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، أحْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ) ؛ فالمحافظة على أوامر الله امتثالاً للمأمور وتركاً للمحظور سببٌ لوقاية العبْد وسلامته وحفْظِ الله جلّ وعلا له في دنياه وأخراه، فإن أُصيب بمصيبة أو نزلت به ضرّاء فلن تكون إلاَّ رفعة له عند الله تعالى.

والله خير حافظًاً وهو أرحم الراحمين وهو على كل شيء وكيل، فنسأله العفو والعافية في ديننا ودنيانا، وبلادنا وأهلينا وأموالنا.

نفعني الله وإيّاكم بالقرآن العظيم، وبهديِ سيد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيمَ الجليل لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنبٍ فاستغفروه، إنّه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله وتوكلوا عليه، ومن التوكل عليه الأخذ بالأسباب المشروعة والمباحة للوقاية من الأمراض قبل وقوعها والأخذ بأسباب الشفاء والعافية بعد الإصابة بها.. فمن الأسباب الشرعية المحافظةُ على أذكار الصباح والمساء،(فمن قال: بِاِسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اِسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثلاث مرات لم يضره شيء) ومن قال عند الخروج من المنزل: (بِسْم اللَّهِ توكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، وَلا حوْلَ وَلا قُوةَ إلاَّ بِاللَّهِ، يقالُ لهُ هُديتَ وَكُفِيت ووُقِيتَ، وتنحَّى عَنْهُ الشَّيْطَانُ) وينبغي المحافظة على هذه الأدعية: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ، وَالْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَمِنْ سَيِّئِ الْأَسْقَامِ) (اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ) (أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَّقَ) وغيرها من الأذكار والأوراد المشروعة، فكلها من أسباب الحفظ والسلامة والأمن من كل سوء؛ بإذن الله تعالى وعونه.

ومن الأسباب الطبيّة والوقائية أن يحرص الإنسان قدر الإمكان على الاحتياط لنفسه عن الإصابة بهذا المرض، ويتبع الإرشادات الصحية التي تصدر من الجهات المختصة، منها: تجنب الزحام، وعدم مخالطة المصابين بأمراض معدية، وغسل اليدين بالماء والصابون أو المطهرات، وتغطية الفم والأنف بمنديل عند السعال أو العطاس، والاكتفاء بإلقاء التحية وتجنب السلام باليد أو الأنف أو عناق الآخرين أو تقبيلهم، فمن واجبنا الالتزام بكافة هذه التعليمات، فذلك مطلب شرعي، وواجب وطني.

ويجب على من ابتلي بهذا الداء أن لا يخفيه عن الناس، بل يبلغ الجهات المسئولة لاتخاذ التدابير الوقائية والعلاجية؛ حماية له ولأسرته وللمجتمع، وأن يلزم بيته فلا يخرج إلى الأماكن العامة وتجمعات الناس؛ لئلا ينقل العدوى إلى غيره، لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ)

والحذر الحذر من التسرع في نشر الأخبار، وإشاعة الإشاعات، ونقل الرسائل التي تصلك دون التثبت منها، فكثير من تلك الرسائل والأخبار كذب محض لا أصل له، وفي نفس الوقت تبث الرعب في قلوب الناس، وتصيب المجتمع بالإرجاف. يقول صلى الله عليه وسلم كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع

عباد الله: عندما ينتشرُ الوباءُ في كل مكان، ويشعرُ العالمُ كله بالعجز والهوان، فهذه رسالة من الله تعالى في زمن الاغترار والطغيان، حينما يعتقد الناس أنهم فكوا جميع الأسرار، وإذا بالله تعالى، يؤدبهم ويردعهم ليلجئوا إليه، ويريهم بعضاً من قدرته، وشيئاً من قوته، في فيروس ضئيل جداً يدخلُ المخلوقات، فيقطعُ الطرقات، ويخترقُ المطارات، ويركبُ الطائرات، ويعبرُ القارات، وتستنفرُ من أجله الدولُ والمنظماتُ، وصدق الله العظيم: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)

نسأل الله -عز وجل- أن يحفظنا جميعاً بحفظه وأن يكلأنا برعايته، وأن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين، وأن يرفع البلاء عنا والمسلمين، إن ربنا هو البر الرحيم.

اللهم ارفعْ وأدفع عنَّا البَلاءَ والوَباءَ والغلا والرِّبا والزِّنا والزَّلازلَ والمِحَنَ والفتنِ، وسيء الأسقام والأمراض، ما ظهرَ منها وما بطنَ، عن بلدِنا هذا خاصةً، وعن سائرِ بلادِ المسلمينَ عامةً يا ربَّ العالمينَ. اللهمَّ إنا نسألُك العفوَ والعافيةَ في الدنيا والآخرةِ، اللهمَّ إنا نسألُك العفوَ والعافيةَ في دِيننا ودنيانا وأهلنا ومالنا، اللهمَّ استُرْ عوراتنا وآمِنْ روعاتنا وأحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ونعوذُ بك أن نغْتَالَ من تحتنا.

اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم اجعل كلمتك هي العليا إلى يوم الدين، اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في وطننا، وفي خليجنا ووفق ولاة أمورنا، وفق ملكنا حمد بن عيسى ورئيس وزرائه وولي عهده، وفقهم لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى وهيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة يارب العالمين.. اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، واجمع على الحق والهدى والصواب كلمتهم، وول عليهم خيارهم، واحقن دمائهم، واكفهم شرارهم، وابسط الأمن والعدل والرخاء في ديارهم، وأعذهم من الشرور والفتن، ما ظهر منها وما بطن..

اللهم اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، ونفس كروبنا، وعاف مبتلانا، واشف مرضانا، وارحم الله موتانا برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم صل وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين…

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)

       خطبة جامع الفاتح الإسلامي –عدنان بن عبد الله القطان – مملكة البحرين